ردا على الدكتور محمد عمارة :
إِنَهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارَ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوب !
سئل الدكتور محمد عمارة من قبل إحدى المجلات الأدبية "مجلة المنهل السعودية " الأسئلة التالية و سنعتمد إجاباته على أسئلة هذه المجلة منطلقا لردنا على أطروحته في تفكيك المجتمع العربي الإسلامي و تكريس واقع التخلف و الاستبداد و الحكم بغير ما أنزل الله في كتابه الحكيم ؟ .
- يتحدث البعض عن موت الأمة الإسلامية، ترى ما مفهوم الأمة .. وما مقومات وجودها ؟
يحدد الدكتور محمد عمارة مفهوم "الأمة" فيقول:"المسلمون أمة بمعنى جماعة .. تربطها وتجمع بينها وتوحدها عقيدة واحدة، وشريعة واحدة، حضارة واحدة .. وهناك عنصر آخر هو دار الإسلام أو الوطن، هذه ثلاثة جوامع .. على أساسها تكونت أمة إسلامية، وهي لا تزال موجودة إلى الآن بكل مكوناتها ومظاهرها منذ أن كونها الإسلام...!!؟
يلاحظ بادئ ذي بدء أن هناك خلطا فضيعا في ذهن الدكتور محمد عمارة بين مفهوم الأمة ومقوماتها وبين حضارة الأمة وإبداعاتها، فالإسلام بما هو "دين الله وشريعته" قد دعا على لسان كل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام إلى عبادة الله وحده دون شريك وإفراده بالطاعة والخضوع :"اعُبُدُوا الله مَا لَكُم مِنْ إِلاَهً غَيْرَهُ" وقد لبث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (13) سنة كاملة يدعو قومه إلى وحدانية الله وإفراده بالربوبية والطاعة وكانت المحصلة (86) سورة مكية لغرس عقيدة التوحيد في نفوس المؤمنين بالله حتى إذا ما تم له ذلك كوّن عليه السلام "أمة إسلامية" بالمدينة يتبع أفرادها الشريعة الإسلامية في علاقات بعضهم ببعض في جميع ميادين الحياة حتى كانت المحصلة (28) سورة مدنية محدّدة وضابطة لشريعة "الأمة الإسلامية" وبذلك يكون مفهوم الأمة في الإسلام يعني:"مؤمنون بالله ربا وخالقا وهاديا ومشرعا واحدا لا شريك له، تصطبغ كل مفاهيمهم عن الكون والإنسان والحياة بصبغة مفاهيم القرآن المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
فالأمة الإسلامية كائن حيّ فاعل ومنتج يشبه إلى حدّ بعيد الشجرة المباركة الطيبة أصلها ثابت لا يتغير (وحدانية الله وربوبيته ) وفرعها في السماء (الشريعة المنبثقة عن الله وكلماته) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها (إنتاج الحضارة والمدنية) و بهذا المفهوم تكون حضارة الأمة الإسلامية هي نتاج مقوماتها الربانية الثابتة وليس جزءا من الشريعة أو العقيدة، فالعقيدة والشريعة الإسلامية قد اكتملت معالمها منذ اكتمال نزول الوحي"اليَومَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمْ الإسْلاَمَ دِينًا " (المائدة الآية 3) وتتلخص في "آمَنَ الرَسُولُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِهِ والمُؤْمِنُونَ كُلَ أمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبَهُ وَرُسُلَهَ لاَ نُفَرِقُ بَينَ أحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ" (البقرة الآية 285). وهي ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان لدى كل من أسلم وجهه للحي القيوم ، ومعلومة علما يقينيا كي "يخضع المؤمن لضوابطها ومعانيها بملء إرادته.."
أما الحضارة فهي متغيرة ومتطورة لأنّها نتاج الأمة الإسلامية و إبداعاتها عبر مختلف العصور و كل ما أبدعه بنوها في مختلف ميادين العمران البشري كالطب والجراحة والهندسة والفلاحة وعلم التاريخ والجغرافيا وتكنولوجيا الإتصال والتعليم والحرب .. كما أن الحضارة تأتي نتيجة تراكمات معرفية وتجريبية وإنسانية في مختلف ميادين الحياة والعيش وتفاعل الإنسان مع مختلف العوالم المخلوقة لله ربّ العالمين . كما أنها قاسم مشترك بين كل البشر مهما كانت أديانهم وشرائعهم.
إن من بديهيات معنى توحيد الله أن يحيا الإنسان المؤمن والأمة المسلمة في أرض الله وتنتظم حياتهم في الأسرة والمجتمع طبقا لما يرضى الله. وما يرضي الله مفصّل في كتاب الله تفصيلا بينا، والتعامي على هذه الحقيقة تحول الإنسان مهما علا شأنه ، إلى أعمى لا يبصر وأصم لا يسمع وجاهل لا يعلم من حقائق الحياة شيئا ، فيعيش الإنسان في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها وإن رآها يراها على غير حقيقتها، فتدلهم السبل أمامه وتقلب كل مفاهيم الحياة في ذهنه رأسا على عقب، ولا عجب بعد ذلك أن يرى مؤلف أكثر من 200 كتاب في فكر التجديد الإسلامي أن الأمة الإسلامية التي كونها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تزال "إلى الآن موجودة بكل مكوناتها ومظاهرها"! ! ؟؟ واعجبي أين هي ؟ لعله يقصد مصر حليفة إسرائيل !!!؟
لقد أقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سلطته على أرض المدينة المنورة/ أرض أنصار الله التي آمن جل سكانها بوحدانية الله خالق الكون والإنسان والحياة.. كما آمنوا بربوبية الله للمجتمع المسلم فهو المشرع الوحيد ، وهو مدبر الأمر كله ، وهو الحاكم لا معقب لحكمه ، وقد خلع المسلمون عنهم آنذاك رداء الجاهلية عقيدة وأخلاقا وعادات ومعاملات.. وقالوا لخالقهم ومدبر أمرهم بإيمان ويقين "سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرَ" وكانوا "يوفون بالنذر" و"يُؤْثِرُونَ عَلىَ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٍ" مما شكل منهم "خَيْرُ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" "تَأمُرُ بِالمَعْرُوفِ المُفَصَلِ فِي الذِكْرِ الحَكِيمِ وتنْهَى عَنْ المُنْكَرِ المذكور في القرآن ، وتؤمن بالله ربّ كل شيء الذي أمرها بالجهاد في سبيل إيصال كلماته وبصائره للناس كافة ومن ثم وراثة الأرض/كل الأرض التي وعدها الله عباده المتقين /الصالحين. فالوطن لم يشكل في أي يوم جامع من جوامع الإسلام كما يزعم الدكتور محمد عمارة وإلا لما وصلت تعاليم الإسلام مصر أو شمال إفريقيا .. أو غيرها ، فالأرض في المفهوم الإسلامي كلها لله عزّ وجلّ وهي وقف على عباده الصالحين الذين يحتكمون إلى شرع الله عزّ وجلّ في كل صغيرة وكبيرة.. والأمة الإسلامية مطالبة - إذا ما وجدت - بالجهاد والقتال في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله وتعم شريعته ورحمته أرض الله كلها.
إن العمى الفكري وغياب البصيرة القرآنية جعل الدكتور محمد عمارة يرى "أن الاختلاف سنة من سنن الله سبحانه وتعالى" وأن الأمة الإسلامية فيها "تنوع ديني .. شرائع وملل.." وكما ألمحتُ من قبل فإن شريعة الله واحدة لا تتغير ولا تتبدل لأنها مبنية على حقائق الكون والإنسان والحياة و فطرة الله التي فطر الناس عليها ، والحقائق لا تتغير ولا تتبدل "أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَطِيفُ الخَبِيرُ"
لقد علّم الله آدم الأسماء كلها وحقائق الأشياء ومعانيها منذ خلقه ، وشرّع لأمة الإسلام ما وصى به كلّ الأنبياء عليهم السلام من قبل "شَرّعَ لَكُمْ مِنْ الدِينِ مَا وَصَى به نُوحًا وَالذِينَ أَوْحَينا إليكَ وَمَا وَصَيْنَا به إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أقٍيمُوا الدِيْنَ وَلاَ تتَفرَقُوا فِيهِ...."(سورة الشورى الآية 13). إن أوامر الله ونواهيه ثابتة لا تتبدل ولا تتغير وبالتالي ليس هناك إمكانية للإجتهاد في الدين لأن الإجتهاد معناه استنباط أحكام جديدة تختلف باختلاف المجتهد و باختلاف الزمان و المكان ، كما أن الإجتهاد معناه الطعن في قول الله عزّ وجلّ "وَنَزَلْنَا عَليك الكِتًابَ تِبْيَانًا لِكُلِ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةٍ وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (سورة النحل الآية 89) وقوله عز وجل "وَمَا اخْتلَفُتُمْ فِيهِ مِنْ شَيءٍ فَحُكْمُهُ إلىَ الله" (سورة الشورى الآية10 ) . فالحلال بين والحرام بين ولا يعبد الله إلا بما شرّع ، واجتهاد الإنسان المؤمن يجب أن يقتصر على ما من شأنه أن يرتقي بنوعية حياته الاجتماعية والاقتصادية و السياسية والعلمية و غيرها... كاستنباط طرق ووسائل حديثة ومتطورة في ميدان الفلاحة والصناعة وتيسير تنقل الإنسان والمعرفة... وإحداث وسائل جديدة لطلب العلم والمعرفة... و أيجاد المؤسسات الكفيلة بتطوير الإقتصاد و الإرتقاء بالأداء السياسي و الحكم الرشيد و تجسيد عدالة الإسلام في كافة ميادين الحياة : ما سئل رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في أمر يهمّ عقيدة المسلمين وشريعتهم في الأسرة والمجتمع والحياة إلا وكانت الإجابة قاطعة من الله عزّ وجلّ : "يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلاَلَةِ" (النساء الآية 176) "وَيَسْتَفُتونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهُنَّ" (النساء 127) "قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنَ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ ولاَ أقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إَنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ" (الأنعام 50) "اتّبِعْ ما أُوحِيَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاَ إلاَهَ إلاَّ هُوَ وأعْرَضْ عَنِ المُشْرِكِينَ" (الأنعام 106)، فإذا كان الأنبياء عليهم السّلام مأمورون بإتباع الوحي مع أتباعهم و الخضوع التام لشريعة الله المفصلة بالوحي وعدم أعمال العقل في أي مسالة تخصّ حياة المؤمنين لأنّ كتاب الله قد فصل القول في كلّ صغيرة وكبيرة.. فإنّ ألأوْلى بالمؤمنين عدم الاجتهاد في أي مسالة تخصّ حياة المؤمنين الإجتماعية والإقتصادية والسياسية مادام كتاب الله قد فصل فيها القول تفصيلا...
لقد كان لهذه الفكرة الخاطئة "الإجتهاد في الدين" و ظهور المدارس الفقهية ... دور أساسي في ظهور الفرق والطوائف الدينية عبر مختلف أحقاب التاريخ الإسلامي...! وقد ساهمت هذه الفكرة في تمزيق وحدة الأمة الإسلامية وتشرذمها إلى ملل ونحل متقاتلة.. متعادية مما حول "أمة الإسلام" إلى لقمة سائغة بيد "المغول والمستكبرين في الأرض و الفراعنة المتألهين" قديما وحديثا.
إن الأمة التي يدعو إليها الدكتور محمد عمارة بل يقر بأنها لا تزال موجودة منذ أن كونها الرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم) أمة قد تبرأ منها الرسول الكريم نفسه وكل الأنبياء من قبله :"إِنَ الذِينَ فَرّقوُا دِينَهُم وَكَانُوا شِيعًا لَسْتُ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلَى اللهِ ثُّمَ ينبئهم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"(الأنبياء الآية 159) .
أخرجت معصية واحدة أبانا أدام من الجنة، فما بالك بمن يقدمون للناس مفاهيم مغايرة تماما لما قد فصّله الله في كتابه العزيز في آيات بيّنات لا يخطئ إدراكها وفهم معانيها من خلص عمله لله رب العالمين : إن مخالفة المعاني الواردة في كتاب الله قد أنتج "أُمَةٌ ميتة مزقوها إربا إربا باجتهادات ضالة عن هداية الله ، وأمة مزقوا وحدتها حتى صارت تحارب بعضها بعضا.. أمة حُرُماتها قد انتهكت من قبل أبنائها .. أمة انتهكت حرماتها من قبل مفكرين صمّ بكم عمي شرّعوا للعصبيات والقوميات.. خلعوا لباس الإسلام على حُكّام لا يحكمون بما أنزل الله .. شرّعوا للعنف والقتل بدعوى "الجهاد" شرعوا للإصطفاف وراء ظلمة لشعوبهم .. خاضعين تابعين للهيمنة الغربية.. فهل يطمع أي مسلم صادق بأن يكون مفكرا مسلما دون تقصّي مفاهيم القرآن و اتباع مفاهيمه في كل صغيرة وكبيرة خاصة وأن الله قد أخبر المؤمن أنه "مَا فَرَطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيءٍ" و"كُلَ شَيءٍ فَصَلْنَاهُ تَفْصِيلاً""وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَلْنَاهُ عَلَى عِلْمِ هُدًى وَرَحْمَةٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوُنَ" (الأعراف الآية 52).
ثوبوا إلى رشدكم أيها المتاجرون بالدين يرحمكم الله !!؟
محمد بن عمر – تونس
عضو اتحاد الكتاب التونسيين
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http://mohamedbenamor21.blogspot.com/
portable :00216 93833734
نقوم اليوم بعرض لملخص ماجاء فى رد الدكتور محمد عمارة فى ملحق مجلة الأزهر التى تصدر شهريا فى رده على المنشور التنصيرى المسمى " مستعدين للمجاوبة " وهو المنشور الذى يغرس بذور الفتنة بين المسلمين ونصارى مصر , وقد كان رد الدكتور عمارة علميا منهجيا على عكس ماجاء فى المنشور التنصيرى .
إستهل الدكتور محمد عمارة كتابه بتمهيد تحدث فيه عن أهداف التنصير من خلال مؤتمر عُقد في ولاية "كولورادو" بأمريكا الشمالية عام 1978م
إذ يعتبر "أخطر مؤتمرات التنصير وأكثرها طموحًا".
واعتبر كتاب يدعى "مستعدين للمجاوبة" نموذجًا تطبيقيًا يجسد هذا المخطط الذي رُسم في المؤتمر.
والكتاب الذي يقوم بالرد عليه د. عماره –مستعدين للمجاوبة- عدد صفحاته 52 صفحة
وليس هناك تعريف بالناشر ولا مكان الناشر ولا تاريخه ولا رقم إيداع ومن إعداد شخص ما يدعى الدكتور سمير مرقس -الذي قال عنه د. عمارة بأنه شخص وهمي– وليس الكاتب سمير مرقس الذي يكتب في شئون المواطنة.
وكتاب "مستعدين للمجاوبة" كما يذكر د. عمارة مجموعة أوراق تجعله اقرب إلى "المنشور التنصيري" أكثر من كونه كتابًا.
فهو مجموعة من الأوراق مطبوعة على صفحة واحدة -تضم كل ورقة صفحتين من صفحاته-.
تحريف التوراة في كتاب د. عمارة:
بدأ د. عمارة الفصل الأول من كتابه
بتناول تحريف الإنجيل بعهديه القديم والجديد ، مبتدأ بالأدلة التي تؤكد تحريف التوراة، التي نزلت على موسى بالهيروغليفية؟ ولا وجود لها في التراث الديني اليهودي؟
مضيفًا: إن موسى الذي نزلت عليه التوراة عاش ومات في القرن الـ 13 قبل الميلاد
بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم على يد عزرا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، الأمر الذي يعني إن التراث اليهودي قد ظل شفهيا لمدة ثمانية قرون
متسائلاً :هل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني في الحالة الشفهية دون أن يصيبه التحريف والتبديل والحذف والإضافة والنسيان!??!
وتطرق الدكتور عمارة إلى أن التناقضات الموجودة في أسفار العهد القديم تحتاج إلى "سفر"
وقال د. عمارة:
إن جميع ما جاء في القرآن عن التوراة التي نزلت على موسى وإن فيها هدى ونور ودعوة القرآن اليهود إلى إقامة حكمها، فان المراد بها – توراة موسى وليست الأسفار التي دونت بعد موسى بثمانية قرون، والتي اتخذت شكلها الحالي، وأضيفت عليها القداسة بعد موسى بأكثر من عشرة قرون.
تحريفات الإنجيل:
ثم انتقل د. عمارة للحديث عن أدلة "تحريفات" الإنجيل حيث إن الأناجيل التى لدى كل الكنائس المسيحية هي أناجيل لا يُنسب واحد منها إلى المسيح
موضحا إن العالم كله بجميع كنائسه وبكل مذاهبه "النصرانية" فيه لا يملك نسخة واحدة من هذا الإنجيل.. إنجيل المسيح.
وأشار د. عمارة إلى أن ثلاثة من الأناجيل الأربعة لا علاقة لها بعصر المسيح
وإن هذه الأناجيل انتقلت نصوصها وتغيرت ألفاظها مرات عديدة بالترجمات إلى العديد من اللغات.
واعتبر الترجمة نوعًا من "الخيانة " للنص الأصلي وخاصة عندما يكون النص ذا طابع شعري أو وعظي أو صوفي.
وسرد د. عمارة نموذج لتحريف الإنجيل بان تاريخ كتابة هذه الأناجيل متأخر عن عصر المسيح وتاريخ وفاته.
واللغة التي تحدث بها المسيح –الآرامية- تختلف عن اللغة التي كتبت بها النسخ الأصلية-الإغريقية. بالإضافة إلى إن الأصول الأولى –المخطوطات- لكل الأناجيل المعتمدة من الكنائس المسيحية قد فُقدت.
شرك المسيحيين:
في الفصل الثاني بعنوان :المسيحية ديانة موحدة" أشار د. عمارة إلى إن المسيحيين تجاوزوا التثليث وتعدد الإلهة إلى الشرك، الذي حل في المسيح محل الله - الآب.
وحول "إلوهية المسيح" قال د.عمارة:
لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح قد جاء من الإنجيل الوحيد-إنجيل يوحنا- الذي فسر "الكلمة" أي المسيح بأنها العقل Logos وهو المعنى اليوناني الذي ساد في الفلسفة الوثنية اليونانية فجعل المسيح-كلمة الله-عقل الله، ومن ثم فهو متحد به.. أي إله!!
عصمة الأنبياء:
وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان "حول العصمة والخطيئة والمعجزات" ينفي د.عمارة عدم عصمة الأنبياء من الخطيئة، مؤكدًا إن العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله عقيدة من العقائد التي يكفر منكروها.
توصية بمصادرة كتاب" مستعدين للمجاوبة":
اختتم د.عمارة كتابه بتوصية إزاء كتاب "مستعدين للمجاوبة" بعدم تداول الكتاب لما يثيره من فتنة وكراهية للنصارى بسبب تكذيبه للقرآن وافتراءه على علماء الإسلام وازدرائه بالأنبياء والمرسلين.
ونشر هذا الرد ملحقًا بمجلة الأزهر لان التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس، الأمر الذي يجعل الرد عليه واجبًا لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات
مضيفًا: وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج إن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قائم على حراسة الشأن الديني لإحقاق الحق ولإشاعة الوفاق بين المتدينين بكل ديانات السماء.
ولنا تعليق :
إنه بكل أسف رضخ الأزهر متمثلا فى شيخ الأزهر للإبتزاز النصرانى وقاموا بسحب هذا الملحق من الأسواق وهو ما يعتبر إنقاصا من قيمة الدكتور عمارة وإهانة لكل المسلمين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire