mercredi 3 novembre 2010

شرع القرآن وشرع الإخوان

شرع القرآن وشرع الإخوان
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2393

شرع القرآن وشرع الإخوان

أرسل الله الأنبياء إلى البشرية ليخرجوهم من الظلمات إلى النور بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا في حد ذاته رحمة من الله إلى الناس ، وهذا ما قال عنه رب العزة في القرآن الكريم ، حين قال لإبراهيم من قبل (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)البقرة : 121 ، ونفهم من ذلك أن جميع الأنبياء جاءوا أيضا بالإسلام أي تسلم لرب العالمين إذا أردتم أن تتبعوا ما قال عنه رب العزة في القرآن الكريم عن الأنبياء جميعا سوف تجدون أنهم أرسلوا بدين واحد هو الإسلام كما جاء خاتم النبيين عليهم جميعا السلام .. وتصديقا لهذا يقول المولى عز وجل ليثبت لنا أن جميع الرسالات السماوية جاءت بمعنى واحد وهدف واحد ومنهج واحد يقول تعالى لخاتم النبيين وصاحب الرسالة الأخيرة الخاتمة إلى قيام الساعة(مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ) فصلت : 43


إذن كل من آمن مع الأنبياء فهو مسلم ومؤمن فلماذا لم يؤسس من آمن مع الأنبياء السابقين جماعات مثل التي تسمى الإخوان المسلمين..؟؟ ، لأنهم كانوا يحترمون شرع الله ، ولذلك لم نسمع عن فئة ممن اتبعوا الرسل السابقين أو من اتبع خاتم النبيين في حياته وبعد وفاته عليه السلام قد أطلقت على نفسها الإخوان المسلمين ، كما هو الآن ، فهؤلاء لا يكتفون بشرع الله عز وجل ، كما فعل المسلمون السابقون مع الأنبياء ، فلماذا اخترع المسلمون بعد وفاة النبي بعشرات القرون ما يسمى بالجماعات الإسلامية أو بالإخوان المسلمون، وهذا يعني الاستعلاء على باقي المسلمين ، واحتكار الدين لهذه الفئة دون بقية المسلمين لمجرد هذه التسمية ، وهل كان في حياة الرسول مثل هذه الجماعات..؟؟ ، وهم أيضا بذلك يضربون عرض الحائط بكلام الله عز وجل حيث قال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)الحجر :10 ـ أي كل من يؤمن بالله ورسالاته واتبع شرع الله بلا شريك ، كما أمر الله فهو مسلم ولا يجوز أن يزكي نفسه على غيره في أي زمان أو مكان ، ويقول تعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) التوبة : 111 ، وهذا تأكيد من الله أن كل من يؤمن في أي زمان أو مكان فهم أخوة ، وبما أن الأغلبية من المسلمين تعتقد في كتب غير كتاب الله ويطلقون عليها أصح الكتب بعد القرآن ، ويقولون أنها جزء من الدين بل قال أحد كبار العلماء أن أكثر من 90% من العبادات تؤخذ من هذه الكتب والباقي يؤخذ من القرآن ، وطالما أنكم تقولون أن القرآن لن يفهم إلا عن طريق هذه الروايات فأين الكتب المماثلة التي كتبت بعد رسالات الأنبياء السابقين جميعا ، طالما أنكم تقولون أن القرآن لن يفهم إلا عن طريق هذه الروايات فأين روايات الأنبياء السابقين التي ذكرت في القرآن كما تقولون ، حتى تستطيع الأمم فهم الرسالات السماوية كما حدث مع المسلمين ..

وإذا قلتم أنه ليس لهم روايات ، وأنهم فهموا رسالات أنبياءهم من خلال التدبر ، فسأقول لكم لماذا لا تتدبرون آيات الله لمحاولة فهمها كما فعل السابقون بدون أي روايات لأنبيائهم ، وهذا يعني شيئا واحد هو أن اختراع الروايات بدعة ، ومع مرور الوقت أصبح المسلمون يقدسونها ، وهذا يعني شيئا واحدا أن هذه الروايات جاءت لتشكيك المسلمين في رسالتهم ، وإبعادهم عن كتاب الله ، تاركين الحق الذي جاء به الرسول ، ومن الطبيعي أن أي إنسان يقوم بتذكير الناس بهذه الحقائق القرآنية أو بما هجروه من كتاب الله يكون جزاءه الاضطهاد والتكفير ، يقول تعالى (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)البقرة : 269 ، ويقول تعالى ( وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) النساء : 58 ، وهذه الآية كفيلة للرد على من يكفرون من يتبع القرآن ، ولابد أن نأخذ الموعظة من القرآن كما قال الله عز وجل ، ومن باب التذكير أو العلم بالشيء أعتقد لا يوجد في القرآن رسول يقول لقومه كما قال نبينا الخاتم لقومه يوم القيامة ، والسبب أنهم هجروا القرآن واتبعوا غيره ، يقول المولى تبارك وتعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان : 30 .

وأصبحت الدولة والإخوان ليس لهم عمل إلا البحث عن قضايا تلفق للقرآنيين ، وهل من يبحث في القرآن يتهم بالكفر وأنا أقول إلى كل من يكفر الآخر بدون علم كفاكم هجر للقرآن من قبل أن ينطبق عليكم قول الله عز وجل على لسان خاتم النبيين وتكونوا من الذين تركوا القرآن واتبعوا الخرافات وأساطير الأولين ، وبالنسبة للذين يدعون أن القلة دائما لابد أن تكون على الخطأ بدعوى ما يسمى بإجماع الأمة أو ما عليه أكثرية المسلمين وعلماء الإسلام فهذا من السهل الرد عليه حيث يتضح من خلال التشريع القرآني والقصص القرآني عن الأنبياء السابقين أو عن خاتم النبيين نجد أنه دائما لا يؤمن مع الأنبياء إلا القليل ــ وآيات القرآن توضح أن من آمن مع الأنبياء و عَبَدَ الله بلا شريك كانوا قلة ، وكانوا دائما عرضه لبطش غيرهم يقول تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)يوسف :106 ويقول تعالى في آية أخرى قاطعة توضح ان أكثرية أهل الأرض لو اتبعهم الرسول سيضلوه (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)الأنعام : 116ـ وهذه الآية تلغي تماما ما يسمى إجماع الأمة أو غيره من المقولات التراثية التي يتشبث بها أصحابها عند قراءة فكر جديد نابع من بحث وتدبر في آيات الله ..

وهل بعد كلام الله حديث لبشر ـ ندعو الله أن نكون من هذه القلة التي تعبد الله بلا شريك وتؤمن برسالته ، وقد تحدث القرآن لهذه الفئة القليلة أن تصبر حتى يحكم الله بين الناس يوم القيامة ، ومن قبل قال الله تعالى للرسول (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) مريم : 65 ، وهذا يعد نصرا لكل من يقول للناس حسنا ولا يبغي إلى الإصلاح ، ولا ينتظر أجرا من أي بشر ، هل الدعوة لسبيل الله والدعوة للحوار الراقي واحترام حقوق الإنسان والعدل يعد جريمة تستحق العقاب في هذا الزمان المليء بالفساد والمفسدين.
إن الدفاع عن الدين بالحجة والبرهان من كتاب الله والحوار دون تكفير أحد كما أمرنا الله في كتابه العزيز أصبح جريمة في هذا الزمان ـ يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) آل عمران : 21 ، ولكن الفرق بين من كانوا يقتلون الأنبياء ومن كانوا يأمرون بالقسط في الماضي كانوا يضطهدوا من الكافرين ولا يضطهدوا من المسلمين كما هو الحال في هذا الزمان ، وهل انتهت الدولة من حل جميع مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية ، وهل انتهت الدولة من القضاء على الفقر والجهل والمرض وأطفال الشوارع ، وأزمة مياه الشرب المنتشرة في معظم أنحاء مصر ، حتى يتم اضطهاد أناس أبرياء يقولون كلمة حق في زمن كثر فيه الباطل ..

ثم على الذين يزعمون أنهم مثقفون ورجال الدين في مصر ولا يرون إلا تحت أقدامهم ويتهموننا أننا جواسيس وعملاء لأمريكا وغيرها ضد الإسلام والمسلمين ، فأقول لهؤلاء جميعا أنتم تصرون على اتهام الناس بدون علم ظلما وبهتانا ، فنحن لا نملك إلا الحوار والقلم والدعوة إلى الإصلاح والخير والعدل دون المساس بأي إنسان ، وهم يملكون كل شيء ، ثم إن الدولة ومؤسساتها تتعامل مع أمريكا وغيرها كما يقولون لمصلحة الشعب ، وهذا يعني في نظر هؤلاء أن الدولة جواسيس على حد وصفهم وفهمهم القاصر ، وأقول لهم أيضا إن الإخوان يتعاملون مع أمريكا ومع غيرها هل الإخوان عملاء وجواسيس على الوطن..

ثم إذا رجعنا للقرآن وما فيه من مواقف كثيرة تعزز نشر ثقافة الإخاء في أي مجتمع بين جميع فئاته دون النظر لدين أو عقيدة ، منها على سبيل المثال أن نبي الله شعيب عليه السلام يقول لقومه (إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ )الشعراء :177، وهم غير مؤمنين ويرفضون ما يدعوهم إليه من الهدى ، ولكنهم أخوة في الإنسانية ، ويترك حسابهم على الله عز وجل وهذا نبي الله وليس أي شخص يدعي أن لديه أمرا من الله لنشر الدين ، مثال آخر عن خاتم النبيين عليه السلام عندما أمره المولى عز وجل في كتابه العزيز أن يتعامل مع المشركين إن طلبوا منه ذلك يقول تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)التوبة : 6 ، وأكبر دليل على ذلك اتهام أصحاب الدين السني للنبي عليه السلام أنه مات ودرعه مرهون عند يهودي ، وعلى الرغم من إيمانهم القاطع بهذه الرواية إلا أنهم يسبون اليهود في مكبرات الصوت في كل صلاة من يوم الجمعة إلى يومنا هذا ..!!
وهذا شأن الأنبياء المرسلين من عند الله ، ونحن هنا لسنا بأنبياء ولا نزكي أنفسنا على أحد ، ومسلمين كباقي المسلمين ، وكل ما نقوم به هو الدعوة إلى إصلاح ما خربه أعداء الدين ـ يكون جزاءنا التكفير من المسلمين ..

علمتم من الذي يدافع عن الدين ، ومن يشوه في صورته الحقيقية ، ويقول ربنا العظيم لمن يؤمن بالقرآن ولغة القرآن (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة :2 ، وليس على تكفير الآخرين أو التحريض على قتلهم أو اضطهادهم حتى لو كانوا مخالفين في العقيدة ، واعتقد أن البر والتقوى هي الأدب والأخلاق والقيم العليا ، كما كان يفعل الرسول مع جميع الديانات الأخرى ، إذا كنتم تتخذون الرسول قدوة كما تتدعون ، فكان يتعامل مع كل من يختلف معه في الرأي والعقيدة والدين بالحسنى ، وكان لا يتآمر عليهم لمحاولة قتلهم كما يحدث الآن من أناس ليسوا بأنبياء ،و لكنهم يظنون أن الإسلام أصبح ملكا لهم دون غيرهم ..
هؤلاء اخترعوا دين جديد غير الإسلام الموجود في القرآن ، ومن يخالفهم فيه يحكموا عليه أنه كافر أو مرتد ، ويستحق القتل ، وهذه هي دعوة من تركوا دين الله واتبعوا غيره ، وقد نهى الله عن ذلك يقول تعالى (وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)إبراهيم :30 ، وأعتقد أن الند هنا هو أي شيء تعتقد فيه غير الله وغير كلامه فهو ند لله تعالى ، ويعتبر نوعا من الشرك ، ولذلك توعد الله الذين يكتبون الكتاب بأيديهم والذين يفترون على الله الكذب يقول تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة 79.
ندعوا الله أن نكون من الذين يتبعون كلام الله ويعبدون الله بلا شريك وأن يهدينا سواء السبيل ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire